تتجلّى في قوله تعالى:
﴿وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا﴾ (سورة النبأ: 13)
إشارة عميقة إلى إعجاز الخالق في خلق الشمس، ذلك النجم المشتعل الذي يُمدّ الأرض بالنور والطاقة والحياة.
لقد سبق القرآن الكريم العلم الحديث في وصف الشمس بأنها "سراج" أي مصدر ضوء، و**"وهّاج"** أي مشتعلة متدفقة بالطاقة.
السراج الوهاج في ضوء العلم الحديث
أكدت وكالة ناسا (NASA) في أبحاثها أن الشمس عبارة عن مفاعل نووي ضخم في حالة انصهار دائم، ينتج طاقة هائلة نتيجة اندماج ذرات الهيدروجين لتكوين الهيليوم.
هذه العملية تُعرف باسم الاندماج النووي (Nuclear Fusion)، وهي السبب وراء حرارة الشمس التي تبلغ أكثر من 15 مليون درجة مئوية في مركزها.
🔗 المصدر: NASA - The Sun Fact Sheet
هذه الحقيقة العلمية لم تُكتشف إلا في القرن العشرين، بينما أشار إليها القرآن منذ أكثر من 1400 عام بكلمة دقيقة تصف طبيعة الشمس بدقة علمية مذهلة.
دلالات لفظ "سراج وهّاج"
-
السراج: المصباح الذي يُضيء بذاته، وهو وصف دقيق للشمس لأنها مصدر الضوء وليست عاكسة له كما هو حال القمر.
-
الوهّاج: صيغة مبالغة من "وَهَجَ"، أي شديد الاشتعال والإضاءة المستمرة.
هذا التعبير القرآني يجمع بين الجانب اللغوي والإعجاز العلمي في آنٍ واحد.
🔗 المصدر: تفسير الطبري – سورة النبأ: 13
🔗 المصدر: تفسير ابن كثير – سورة النبأ: 13
توافق القرآن مع الاكتشافات الحديثة
أثبت العلماء أن الشمس تبعث أشعة كهرومغناطيسية تغطي جميع الأطياف، من الضوء المرئي إلى الأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء، وهو ما يفسّر وصفها القرآني بالدقة العالية بأنها سراجًا وهّاجًا، أي مصدر حرارة ونور لا ينطفئ إلا بإرادة الله.
🔗 المصدر: European Space Agency – The Sun
الإعجاز في التوازن الكوني
لو كانت الشمس أقرب قليلًا إلى الأرض لاحترقت الحياة، ولو ابتعدت أكثر لتجمّد الكوكب. هذا التوازن الدقيق في المسافة والطاقة هو دليل على الخلق المتقن والإعجاز الإلهي في نظام الكون.
قال تعالى:
﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ (سورة النمل: 88)
خاتمة
إن معجزة السراج الوهاج ليست مجرد وصف بلاغي، بل حقيقة علمية تشير إلى تناسق القرآن مع أحدث ما توصل إليه العلم الحديث في فهم طبيعة الشمس ومصدر طاقتها.
فكل شعاع يصدر منها هو تذكير بقدرة الله المطلقة ونظامه البديع في خلق الكون.
.png)
تعليقات
إرسال تعليق