تثير الثقوب السوداء فضول العلماء وعشاق الفلك على حد سواء. فهي أجسام كونية غامضة ذات جاذبية هائلة، قادرة على ابتلاع أي جسم يقترب منها، حتى الضوء نفسه. لكن السؤال الذي يشغل بال الكثيرين هو: هل توجد مسافة آمنة تبعد كوكب الأرض عن خطر الثقب الأسود؟
ما هو الثقب الأسود؟
الثقب الأسود هو منطقة في الفضاء تتميز بجاذبية خارقة ناتجة عن انهيار نجم ضخم بعد نفاد وقوده. أي جسم يقترب من هذه المنطقة إلى حدّ معين، يُعرف باسم أفق الحدث (Event Horizon)، لن يستطيع الإفلات أبدًا.
المسافة الآمنة من الثقب الأسود
الحقيقة أن "الأمان" لا يُقاس بمسافة واحدة ثابتة، بل يعتمد على كتلة الثقب الأسود وحجمه.
-
إذا اقترب جسم مثل الأرض لمسافة قريبة من الثقب الأسود (بضع مئات أو آلاف الكيلومترات من أفق الحدث)، ستتمزق الكواكب والنجوم بفعل قوى المد والجزر المعروفة علميًا بـ Spaghettification.
-
لكن على بُعد ملايين أو مليارات الكيلومترات، يمكن أن يدور كوكب بشكل آمن ومستقر كما يحدث للنجوم في المجرات.
بمعنى آخر: المسافة الآمنة هي كل مسافة تجعل تأثير جاذبية الثقب الأسود مشابهًا لتأثير أي نجم ضخم بعيد.
🔗 المصدر: European Space Agency (ESA)
أين يقع أقرب ثقب أسود من الأرض؟
لا داعي للقلق! أقرب ثقب أسود مكتشف حتى الآن يُسمى Gaia BH1، ويبعد عنا حوالي 1600 سنة ضوئية في كوكبة "أوفيكوس". هذه المسافة هائلة جدًا تجعل تأثيره على الأرض شبه معدوم.
🔗 المصدر: NASA – Gaia BH1 Discovery
هل يمكن أن يسحب الثقب الأسود كوكب الأرض؟
-
الإجابة القصيرة: لا، لأن جميع الثقوب السوداء المعروفة تبعد آلاف السنين الضوئية عن الأرض.
-
إذا وُضع ثقب أسود مكان الشمس (بنفس الكتلة تقريبًا)، فستظل الأرض تدور حوله بشكل طبيعي، فقط بدون ضوء وحرارة.
🔗 المصدر: Harvard-Smithsonian Center for Astrophysics
الخلاصة
المسافة الآمنة بين الأرض والثقب الأسود تُقاس بملايين أو مليارات الكيلومترات. وبما أن أقرب ثقب أسود يبعد أكثر من ألف سنة ضوئية، فإن كوكبنا في أمان تام. لكن هذه الأجسام المظلمة ستظل لغزًا مثيرًا يدفع العلماء إلى مواصلة البحث لفهم طبيعتها وتأثيرها على الكون.
.png)
.png)
تعليقات
إرسال تعليق