لطالما أثارت الأرض فضول العلماء والمستكشفين منذ آلاف السنين. فعلى الرغم من أننا نعيش على سطحها، إلا أن أعماقها تبقى بعيدة عن متناول الحفر أو الرؤية المباشرة. ومع ذلك، استطاع العلماء أن يحددوا أن قلب الأرض (النواة) يتكون بشكل أساسي من الحديد والنيكل. لكن كيف توصلوا إلى هذه الحقيقة دون أن يروا النواة بأعينهم؟
في هذا المقال، سنستعرض الطرق العلمية التي اعتمدها الباحثون لاكتشاف أسرار باطن الأرض، مدعومة بمصادر موثوقة.
ما هي نواة الأرض؟
تنقسم الأرض إلى عدة طبقات:
-
القشرة: السطح الخارجي الذي نعيش عليه.
-
الوشاح: طبقة سميكة من الصخور الصلبة والمواد المنصهرة جزئيًا.
-
النواة: الجزء الأعمق، وهي مقسمة إلى نواة خارجية سائلة ونواة داخلية صلبة.
ويُعتقد أن النواة تتكون أساسًا من الحديد (Fe) مع نسبة من النيكل (Ni) وبعض العناصر الخفيفة.
🔗 المصدر: U.S. Geological Survey (USGS) – The Interior of the Earth
كيف عرف العلماء أن النواة من الحديد؟
1. دراسة الموجات الزلزالية
عندما تحدث الزلازل، تنتشر موجات اهتزازية عبر الأرض. بدراسة سرعة هذه الموجات وكيفية انتقالها عبر الطبقات المختلفة، لاحظ العلماء أن بعض الموجات تتوقف أو تنحني عند حدود معينة.
-
الموجات الزلزالية S (القصية) لا تستطيع المرور عبر النواة الخارجية → دليل على أنها سائلة.
-
الموجات الزلزالية P (الانضغاطية) تنتقل بسرعة مختلفة عبر النواة → دليل على اختلاف تركيبها عن الوشاح.
🔗 المصدر: Incorporated Research Institutions for Seismology (IRIS)
2. الكثافة العالية للأرض
من خلال حساب كتلة الأرض وكثافتها، وجد العلماء أن الكثافة الكلية (حوالي 5.5 غ/سم³) أعلى بكثير من كثافة الصخور السطحية. وهذا يشير إلى أن باطن الأرض يحتوي على عناصر ثقيلة مثل الحديد.
🔗 المصدر: National Geographic – Earth’s Structure
3. دراسة النيازك
يعتقد العلماء أن النيازك التي تسقط على الأرض تمثل بقايا من تكوّن الكواكب. بعض هذه النيازك تحتوي على تركيبة مشابهة لما يُتوقع أن تكون عليه نواة الأرض (حديد + نيكل).
🔗 المصدر: European Space Agency – Meteorites and Earth’s Core
4. المجال المغناطيسي للأرض
الأرض تمتلك مجالًا مغناطيسيًا قويًا، ويُفسّر العلماء ذلك بوجود نواة خارجية سائلة من الحديد والنيكل تتحرك بشكل ديناميكي، مولّدة ما يُعرف بـ دينامو الأرض.
🔗 المصدر: NASA – Earth’s Magnetic Field
لماذا يعد هذا الاكتشاف مهمًا؟
-
يفسر نشوء المجال المغناطيسي الذي يحمينا من الإشعاعات الشمسية الضارة.
-
يساعد في فهم النشاط الجيولوجي مثل البراكين والزلازل.
-
يوضح مراحل تطور الأرض منذ تكوينها قبل 4.5 مليار سنة.
خاتمة
على الرغم من أننا لا نستطيع حفر بعمق آلاف الكيلومترات للوصول إلى النواة، فقد تمكن العلماء عبر علم الزلازل، والفيزياء، والكيمياء الجيولوجية من كشف أسرارها. وتبقى النواة الحديدية للأرض دليلًا على مدى روعة العلم وقدرته على استكشاف المجهول.
.png)
.png)
.png)
تعليقات
إرسال تعليق