يُعدّ اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه (ADHD) من أكثر الاضطرابات العصبية انتشارًا في العالم، إذ يُصيب الأطفال والبالغين على حدٍّ سواء، ويؤثر على الانتباه والسلوك والتحكم في الاندفاعات. ورغم أن الوعي به في تزايد، إلا أن كثيرين لا يزالون يخلطون بين الطاقة الزائدة والاضطراب العصبي الحقيقي.
في هذا المقال، سنتعرف على ما هو ADHD، أسبابه، أعراضه، وأساليب التعامل معه، وفق أحدث الدراسات الطبية الموثوقة.
ما هو اضطراب ADHD؟
اضطراب Attention Deficit Hyperactivity Disorder أو فرط الحركة وتشتّت الانتباه هو حالة عصبية تنموية تؤثر على طريقة عمل الدماغ، خصوصًا في مناطق التنظيم الذاتي والانتباه والتحكم في السلوك.
🔗 المصدر: American Psychiatric Association – DSM-5
الأسباب المحتملة لاضطراب ADHD
لا يوجد سبب واحد محدد، لكن الدراسات تُشير إلى مجموعة من العوامل التي قد تساهم في ظهوره:
-
العوامل الوراثية: تشير الأبحاث إلى أن ADHD قد يكون موروثًا في العائلة بنسبة تصل إلى 75%.
-
الاختلافات الدماغية: دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أظهرت اختلافات في حجم مناطق معينة من الدماغ المسؤولة عن التركيز.
-
العوامل البيئية: مثل التعرض للرصاص، أو التدخين أثناء الحمل.
-
الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة.
🔗 المصدر: Centers for Disease Control and Prevention (CDC)
أبرز أعراض اضطراب ADHD
تختلف الأعراض بين الأفراد، لكنها غالبًا ما تُصنّف في ثلاث مجموعات رئيسية:
-
قلة الانتباه: صعوبة في التركيز أو متابعة المهام أو التعليمات.
-
فرط النشاط: حركة مفرطة، صعوبة في الجلوس بهدوء، التململ الدائم.
-
الاندفاعية: اتخاذ قرارات سريعة دون تفكير، أو مقاطعة الآخرين أثناء الحديث.
🔗 المصدر: National Institute of Mental Health (NIMH)
تشخيص اضطراب ADHD
يتم التشخيص من قِبل طبيب مختص في الطب النفسي أو الأعصاب عبر مقابلات سريرية وملاحظة السلوك. لا توجد فحوصات طبية محددة، لكن التقييم يعتمد على معايير دليل DSM-5 الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
طرق علاج ADHD
لا يوجد علاج نهائي للاضطراب، لكن يمكن السيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة عبر:
-
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد على التحكم في السلوك وتنظيم العادات اليومية.
-
الأدوية المنبّهة: مثل الميثيلفنيدات والأمفيتامينات، التي تساعد في تحسين التركيز (بإشراف طبي صارم).
-
الدعم الأسري والمدرسي: من خلال بيئة منظمة ومشجعة تقلل من الإلهاء وتزيد من الثقة بالنفس.
🔗 المصدر: Mayo Clinic – ADHD Treatment
هل يمكن التعايش مع ADHD؟
نعم. مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يستطيع المصابون بـ ADHD أن يعيشوا حياة ناجحة ومنتجة. كثير من الشخصيات الشهيرة مثل الرياضيين والمبدعين ورجال الأعمال يعانون من الاضطراب، لكنهم حوّلوا طاقاتهم إلى إنجازات مبهرة.
خلاصة المقال
اضطراب ADHD ليس دليلاً على ضعف الشخصية أو التربية، بل هو حالة عصبية حقيقية تحتاج إلى فهم ودعم وعلاج مناسب. التوعية المستمرة والمساندة النفسية والاجتماعية يمكن أن تغيّر حياة المصابين نحو الأفضل.
.png)
تعليقات
إرسال تعليق